أخر الاخبار

الرجل الذي أنار المسجد النبوي الشريف بالكهرباء | دخوله لقبر الرسول ﷺ |

 

الرجل الذي أضاء المسجد النبوي بالكهرباء 

ودخل الى قبر الرسول ﷺ 






مقدمة الكاتب .

مما لا شك فيه أن المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة يحظى بأهتمام لدى المسلمين منذ وفاة الرسول ﷺ وحرصهم على أن يكون بأبهى طلعة وأجمل مظهر فهو يحتوي على قبر أشرف الخلق محمد ﷺ ، ومشكلة إنارته ليلاً لم تكن تطلب مجهوداً في بداية ظهور الإسلام إذ أن المسجد النبوي لم يكن يتعدى بضعة أمتار في زمن الرسول وأبي بكر حيث لم تكن مساحته إلا 2500 متر مربع ؛ أما في خلافة عمر فقد أصبح مساحة المسجد قرابة 3600 متر مربع واستمرت التوسعة في العصور التي تليها  الأمويين والعباسين والمماليك والعثمانين وغيرهم الى عصرنا الحالي فقد أمر الملك الراحل عبد اللهبن عبد العزيز آل سعود  بأكبر توسعة للحرم النبوي الشريف حيث أصبحت مساحة المسجد مع الساحات المحيطة به قرابة 500 الف متر مربع وذلك في عام 1436 من الهجرة ، ومع هذه المساحة الواسعة من فترة الى أخرى تصبح إنارة المسجد صعبة بعض الشيء الدولة التي تستلم رعاية الحرمين فقد كانت الإنارة داخل المسجد عبارة عن مصابيح زيتية الى عام 1947 العام الذي تغير فيه شكل المسجد النبوي الى الإنارة بالكهرباء والشخص الذي قام بذلك هو شخصية ربما لم يذكرها التاريخ بشكل جيد ومعذرةً ، ربما لم تسمع بها من قبل (إلا إذا كمت مطلع على التاريخ الأسلامي و كيفية دخول الكهرباء في إنارة المسجد النبوي الشريف .) من فعل ذلك ربما يتبادر الى الأذهان ربما الحكومة القائمة في المملكة العربية السعودية إذا كان هذا جوابك فقد أخطأت  تعال لنقرأ معا من هو الرجل الذي ادخل الكهرباء الى المسجد النبوي .

البداية  

نبدأ القصة من البداية ؛ ففي شهر مايو آيار من عام 1891 وفي قرية طحانوب إحدى في محافظة القليوبية في جمهورية مصر العربية ولد أحمد باشا حمزة نشأ وترعرع هناك الى أن أنهى دراسته ثم سافر الى لندن من أجل إكمال دراسة الهندسية هناك وقد قضى فترة طويلة في دراسته في أوربا ودول الغرب ؛إلا أن اختلاطه مع الغربين ومشاهدة عاداتهم لو تنسه أبد عاداته العربية والإسلامية  أبدا ، بل لم يذه الفراق إلا حبً للأسلام والمسلمين والنبي محمد ﷺ . 

مرة الأيام والسنوات وتخرج أحمد باشا حمزة ثم عاد الى بلده الأم مصر ، رغم أن مجال دراسته هو الهندسة إلا أن أحمد باشا أتجه نحو نشاط او مجال مغاير تماماً لما هو مخطط أن يفعله أي خريج هندسي .
فقد أعجب أحمد باشا بطريقة صنع الزيوت العطرية التي تصنع في المملكة المتحدة (بريطانيا) ؛ فقرر أن ينفذها في مصر ...وبالفعل قام احمد باشا بإنشاء أول مصع له من أجل صناعة الزيوت العطرية من الياسمين والزهور ...ومن نا كانت البداية الأساسي  حيث لاقت المنتجات  قبولاً جيداً في مصر وأصبح فيما بعد يصدر منتجاته الى دول العالم المختلفة منها شركات فرنسية عريقة لها تاريخ طويل في صناعة الزيوت العطرية ، 
وفي أوج عطائه قام بتأسيس مجلة من ماله الخاص تسمى *لواء الحق * .
ونظراً الى النجاح الباهر الذي حققه قام السيد مصطفى باشا  بتعينه وزيراً للتموين وكان في سنة 1942 . 

وقد اشتهر عن أحمد باشا أخلاصه لوطنه ودينه بشكل كبير لعل ما أشهر المواقف التي تثبت عدله ومساعدته للناس داخل بلده الأم مصر عندما عصفت موجة من الغلاء في عام 1947 بعد الحرب العالمية الثانية ؛ هذه العاصفة التي قادها مجموعة من التجار الجشعين اللذين لم يرحموا لا الفقراء ولا الأغنياء ؛ وذلك بحتكار مجموعة من السلع الأساسية الطحين والأرز وغيرها .
عندها قرر أحمد باشا الوقوف والتصدي لهم ولأطماعهم ،حيث قرر فرض عقوبات كبيرة  عليهم وعلى أعمالهم إذا لم يتراجعوا عن مبدأ إحتكار السلع ، فما كان منهم إلا أن اصاعوا لأوامره وعادة الأسعار الى طبيعتها . 

زيارته لقبر النبي ﷺ .

بعد أن حل أحمد باشا مشكلة التجار وغلاء السلع وفي نفس العام 1947 شاء الله أن يكون أحمد باشا حمزة من اللذين يذهبون الى زيارة المدينة المنورة لزيارة قبر الحبيب المصطفى ﷺ . 

ذهب أحمد باشا بصحبة مرافقه ومدير مكتبه ، الى المملكة العربية السعودية من أجل أداء مناسك الحج .
وبعد أن انتهى من أداء المناسك وإختِتَامُها بطواف الوداع قرر الذهاب الى المدينة المنورة من أجل زيارة قبر الرسول محمد ﷺ ، وكانت المفاجئة تنتظر أحمد باشا عند وصوله الى الحرم النبوي الشريف حيث وجد أن الكهرباء لم تكن قد وصلت الى المدينة و  الحرم النبوي الشريف، حيث كانت الإضاءة المعتمدة في إنارة المسجد هي المصابح الزيتية البسيطة . 

لم يكن أحمد باشا يجهل هذا الأمر إلا أنه قال في نفسه ربما قد يكون المسجد النبوي مستثنى من هذا الأمر لكنه وجده على نفس الحال غير مُضاء بالكهرباء ولا ينيره إلا مجموعة من المصابيح . 

عاد أحمد باشا الى مصر وأسرَّها في نفسه لكن ملامح الحزن كانت ظاهرة على وجهه إذ أن مسجد الرسول ﷺ غير مضاء بالكهرباء الى الآن ؛ لكن في نهاية الأمر اتخذ قراره بأن يحدّث الملك عبد العزيز آل سعود لنيل شرف إضائة ثاني الحرمين الشريفين( المسجد النبوي )
فأجابه الملك عبد العزيز بالإيجاب 
فقبل الملك عبد العزيز آل سعود ما قاله أحمد باشا حمزة من أجل إنارة المسجد ؛ وبسرعة قام احمد باشا بشراء مجموعة من المصابيح الكهربائية والأسلاك وأرسلها الى المدبنة مباشرةً وكل هذا على نفقته الخاصة . 

مضى أربعة أشهر كاملة منذ أن أرسل احمد باشا المهندسين والعدة اللازمة معهم من أجل إنارة المسجد النبوي الشريف ونال المهندسون شرف عملية الإنارة المسجد النبوي  .

الزيارة الثانية لأحمد باشا بعد توصيل الكهرباء للمسجد النبوي الشريف .



في العام التالي عاود أحمد باشا زيارة المملكة العربية السعودية من أجل أداء مناسك الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف بعد إنارته بالكهرباء ؛ وأثناء زيارته للمسجد استقبله أمير المدينة وعلم من الدكتور شتى وهو كبير المهندسين في عملية الإنارة أن أمنية أحمد باشا هي الدخول الى قبر النبي ﷺ ؛ ورغم رفض أمير المدينة  لطلب أحمد باشا بالسماح له بالدخول الى قبر الرسول ﷺ حيث قال أنه لا يملك صلاحية إعطاء الإذن لدخول الحجرة النبوية ورؤية قبر الرسول ﷺ ، إلا أن الملك عبد العزيز آل سعود سارع بإصدار أمر ملكي يسمح لأحمد باشا والدكتور شتى بالدخول الى حجرة المصطفى ﷺ ، ولربما كان هذا تكريم من الله أتى على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد العزيز من أجل تكريم أحمد باشا لما قدمه للمسجد النبوي بكل حب وإخلاص .
بعد رفض أمير المدينة ب24  ساعة جائه الأمر الملكي من الملك عبد العزيز وذهب لبشر أحمد باشا بالأمر ، حيث قرر الأخير قضاء ثلاثة أيام في المسجد يتضرع الى الله ويصلي ويقرأ القرآن ،  يتحضر لذلك المشهد الجلل والعظيم وهو رؤية قبر النبي ﷺ من داخل حجرته الشريفة وهذا مشهد لا يراه إلا من اختارهم الله وعلم صدق نواياهم وصدق الإيمان في قلوبهم . 

أحمد باشا داخل قبر الرسول ﷺ . 



بعد بهيئة نفسهم حان موعد اللحظة التي لا يقدر عليها أحد يقول الدكتور شتى في مذكراته :( عند دخولنا استقبلتنا رائحةٌ ذكيةٌ غايةٌ في الروعة فور دخولنا الى قبر الرسول ﷺ تجمدنا في مكاننا  لحظات من هول الموقف ، ولم نستطع تحريك ألسنتنا إلا بما يسره الله علينا من آيات القرآن الكريم  ، وعند خروجنا كنا صامتين ولكني أدركت اللحظة وكمشت قبضة من رمال القبر ووضعتها في جيبي ومضينا ، ولما خرجنا كنا كمن أصابهم الخرس ولم نقوى على تحريك ألسنتنا سوى بعد ساعتين كاملتين ) وأكمل أنه وضع نصف قبضة الرمال في قبر والده وأوصى أولاده أن توضع النصف المتبقية في قبره بعد مماته . 

وهكذا أتم الله لعبد من عباده المخلصين لم تشغله الدنيا عن عبادة الله عز وجل وعن نصرة الدين ، وما أفضل منها من مكافئة أول من أضاء المسجد النبوي الشريف بالكهرباء وواحد من القلائل اللذين دخلوا الى قبر أشرف خلق الله وأحبهم اليه  النبي محمد ﷺ . 

وفاة أحمد باشا حمزة .

أكمل أحمد باشا حمزة مسيرته وزير للتموين الى أن عُين في شهر يناير /كانون الثاني من عام 1950  الى أن أتت حركة الضباط الأحرار في مصر وأسدل الستار عن المملكة المصرية  وسقوط أخر أوراقها في يوم الثالث والعشرين من شهر يوليو /حزيران من عام 1952 
وفي عام 1977 فارق المصري العربي  أحمد باشا حمزة الحياة تاركاً ورائه إرثاً عظيماً ولا يزل قدة لكثير من الشباب العربي رغم كل السنوات التي مضت على وفاته .
فرحمَ الله أحمد باشا حمزة و كل من أخلصو لله ولرسوله .

صور من عصرنا الحالي لكمية الإنارة في الحرم النبوي الشريف فصدق تسميتها المدينة المنورة فسبحان الله فقد أنارها النبي وهو فيها حياً وميتاً .

صور توضح المسجد النبوي الشريف والإنارة الكبيرة التي قد تشاهدها من السماء على بعد 35 الف قدم ....فرحم الله أحمد باشا الذي أصر على أن يكون له شرف إنارة المسجد النبوي .





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-