أخر الاخبار

فيودور دوستويفسكي | أعظم أدباء العالم الذي فهم البشر |

فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي

 Fyodor Mikhailovich Dostoevsky



دوستويفسكي .

الأديب العالمي واحد من عمالقة الأدب الروسي ، كان ولايزال من بين أكبر الكتاب الروس ولن نبالغ إن قلنا أنه من أفضل الكتاب العالميين على الإطلاق هو روائي  وكاتب القصص القصيرة والصحفي والفيلسوف الروسي ، وواحد من أشهر الكتاب والمؤلفين حول العالم .
أعماله كانت ومازالت لها أثر عميق على الأدب العالمي حتى أن رواياته وشخصياته أصبحت جزءاً هاماً من التراث البشري الروحي
له العديد من الأعمال التي تعتبر من أعظم الأعمال الأدبية في التاريخ من بينها " المقامر " و " الأخوة كرامازوف" و " الجريمة والعقاب " و " الأبله "

شخصياته دائماً ما تكون في أقصى حالات اليأس وعلى حافة الهاوية ، ورواياته تحوي فهماً عميقاً للنفس البشرية كما تقدم تحليلاً ثاتباً ودقيقاً للحالة السياسية والإجتماعية والروحية لروسيا أثناء زمن القياصرة .


ولادته ونشأته .



ولد "فيودور ميخائلوفيتش  دوستويفسكي " أبان حكم القياصرة في موسكو عام 1821 وقد كان واحد من بين سبعة أطفال والده هو "ميخائيل " ووالدته هي السيدة "ماريا دوستويفسكي " كان يعمل والده طبيباً جراحاً متقاعد ومدمن على شرب الخمور كما كان سريع الإنفعال حيث كان يخدم في مشفى للفقراء بموسكو .
كانت تقع المشفى في أحد أسوأ الأحياء في موسكو  وهي منطقة تحوي على مقبرة للمجرمين ودار أيتام للأطفال المتخلى عنهم من قِبل أهاليهم .

ربما يكون لهذه المنطقة التأثر الثابت في نفس "دوستويفسكي"الصغير الذي أثار شفقته وانتباهه اضطهاد وقلق الفقراء ، وقد كان منزلهم موجود في مجمع المشفى ، كان يحب أن يتمشى في حديقة المشفى حيث كان المرضى يجلسون وكان يستمتع بالجلوس مع هؤلاء المرضى الفقراء والسماع لحكاياتهم .

كان والده عنيف للغاية في التعامل مع أبنائه حيث تذكر إحدى الروايات عنهم أن عند عودة والدهم من المشفى ، كان يأخذ غفوة بينما يأمر أبناءه أن يجلسوا بصمت مطلق ، حيث كان الأطفال يقفون عند رأس والدهم النائم بالتناوب من أجل إبعاد الذباب الذي يقترب من وجهه .

وبعد وفاة والدته بمرض السل في عام 1837 تم إرسال "دوستويفسكي" وأخيه الى أكاديمية الهندسة الحربية في "سانت بطرسبيورغ"

أما عن وفاة والده في عام 1839 حيث لم يثبت ذلك إلا أنه من المعتقد أنه تم قتله من قِبل أصداقائه بطريقة غير مباشرة "حيث تشاجروا معاً تحت تأثير الخمر " فكبلوه وقامو بسكب الفودكا في حلقه الى أن أختنق .

أما في الحقيقة فأن صفة الأب الصعب والمستبد أثرت بشكل كبير في كتابات "دوستويفسكي" وقد كانت واضحة جداً في كتابه الشهير  "الأخوة كرامازوف " في شخصية الأب كرامازوف الأب الشرير للشخصيات الأربعة الرئيسية في تلك الرواية .

"دوستويفسكي"كان مصاب بالصرع وقد كانت أول نوبة صرع أصابته وهو في سن تسعة سنوات  وقد تعرض لنوبات صرع متفرقة خلال فترات من حياته ، كما يقدر بعض أن خبرة  "دوستويفسكي" مع مرض الصرع كانت هي حجر الأساس في وصفه لصرع الأمير "مايشكين" في روايته "الأبله ، كما في شخصيات من روايات أخرى .
أما عن حياته في الأكاديمية الهندسية الحربية في "سانت بترسبيرج" تعلم فيها "دوستويفسكي" الرياضيات التي كان يكرهها وأتم تعليم الأدب وفت الرواية من كتابات "شكسبير" و "فيكتور هوجو "
وقد حصل درجات جيدة في الإختبار  رغم عدم تركيزه في الرياضيات التي كانت تعتبر الأساس .


دوستويفسكي يبدأ مشواره في كتابة الروايات .



بعد إنهائه السنة الأولى تمت ترقية "دوستويفسكي" الى رتبة ملازم أول عام 1842 وبعد ذلك ترك الهندسة التالية حيث قرر أن يتفرغ للكتابة  وقد قدم أول أعماله وهي رواية قصيرة تحت عنوان " المساكين " وقد تم نشرها في المجلة ولاقت إعجاباً كبيراً لدى القراء ؛ ليتم بعدها نشرها في كتاب لتحقق نجاحاً كبيراً ويصبح "دوستويفسكي" واحد من المشاهير وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر .
توالت بعدها أعماله وكتاباته التي كانت متفاوتة مابين الناجحة بشكل كبير ومتوسطة النجاح .

وفي ربيع عام 1849 وبالتحديد في شهر أبريل /نيسان
تم القبض على "دوستويفسكي" وزُج به في السجن لكونه واحد من أعضاء جماعة التفكير المتحرر من جماعة " دائرة بتراشيفيسكي " وذلك بعد الثورة في أوربا عام 1848 كان القيصر "تسار نيكولاس " حكمه جاف وقاسي في التعامل مع أي جماعة أو منظمة تعمل في الخفاء والتي يحس أنها  من الممكن أن تهدد حكمه في روسيا القيصرية ؛ ولذلك تم الحكم على "دوستويفسكي" وباقي أعضاء الجماعة بالإعدام .


لكن عملية الإعدام الزائفة لم تتم حيث وقف "دوستويفسكي" مع باقي أعضاء الجماعة في أجواء متجمدة منتظرين فرقة الإعدام لتقوم بتنفيذ الحكم تغير حكم الإعدام عليهم الى أربع سنوات من النفي مع الأشغال الشاقة في سجن "كاتورجا " في (سيبيريا) .


عاش "دوستويفسكي" في المنفى مع الأشغال الشاقة وقد عانى من تجربة مريعة أنهكته كثيراً وأتعبت كاهله كأنسان ؛ ولكنه زادت من إبداعه كونه كاتب وأديب .

بعد انتهاء مدة حكمه عاد "دوستويفسكي" ليفجر البركان الذي لديه وما يحويه من إبداع ويخرج للنور مجموعة من أكثر الروايات جمالاً وابداعاً في تاريخ الأدب الروسي ، ليبقى متربعاً على عرش الأدب الروسي بلا أي منافس لسنوات طويلة .
كما ترجمة الكثير من  أعماله الى أكثر من170 لغة حول العالم  منها (الإنجليزية _والفرنسية _والإسبانية _والعربية ...وغيرها الكثير ) ويغزوا فكر وأدب "دوستويفسكي" الآفاق .

وفاته

قبر فيودور ميخايلوفيتش دوستويفسكي


بجنازة مهيبة وبحضور ما يزيد عن 30 ألف شخص تم تشييع جثمانه في  التاسع من شهر شباط /فبراير  من عام 1881 وعم الحزن أرجاء روسيا بالكامل .

وحتى يومنا هذا يظل "دوستويفسكي" الرائد الأكبر للرواية الإنسانية فرواياته هي عبارة عن منجم لا ينضب من العبقرية والإلهام ، ورحلة ممتعة في أعماق بحار ومن النفس البشرية خيرها وشرها .

من أقوال "دوستويفسكي" : 

{أنا أنطق ما لا تجرأ أنت بالتفكير فيه }

{-أين نحن الآن ؟
-نحن في القاع
-جيد على الأقل لن نسقط مرة ثانية !}

{أنت لا تعلم ما معنى أن يعاقب المرء نفسه بترك ما يحب }


جزاكم الله عنا كل خير ...

                                                بقلم بلال

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-