الملك فيصل بن عبد العزيز
King Faisal bin Abdulaziz
الملك فيصل بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود ؛ هو واحد من أعظم الملوك والرؤساء العرب في العصر الحديث وقد اتخذ عدة قرارات حاسمة لمواجهة القوى الإستعمارية التي كانت تريد السيطرة على المناطق العربية ، كما كرّس حياته من أجل القضية الفلسطينية ، هو واحد من أهم الشخيصات المؤثرة في العالم العربي لتعاطفه مع جميع شعوب المنطقة والدفاع عن الأقصى الشريف ، هو من أهم مؤسسي منظمة التعاون الإسلامي من أجل حماية الأسلام والمسلمين .
حياته الشخصية .
ولد الملك فيصل عام 1906 وهو الابن الثالث من أبناء الملك عبد العزيز الذكور ، ولدته هي حفيدة مايعرف في السعودية بإمام الدعوة "محمد بن عبد الوهاب " وتدعى ( طرفة آل الشيخ )عاش وتربى في بيت جديه لأمه على وذلك بعد وفاة والدته وهو بعمر ستة أشهر ، ما أعطاه لينشأ نشئة دينية محافظة فقد أتم خفظ القرآن الكريم قبل بلوغه العاشرة .
أدخله والده الملك عبد العزيز الى عالم السياسة وهو صغير حيث قام بإرساله في عدة زيارات الى كل من الإمبراطورية البريطانية وفرنسا في فترة انتهاء الحرب العالمية الأولى وهو في سن الثالثة عشر فقط ، وأجلسه مع القادة والسياسين يناقش أمور السياسة ويطرح وجهات نظر والده ، كانت هذه العوامل لها تأثير في شخصية فيصل لتأهله فيما بعد ليقود مجموعة أحداث ستغير مجرى التاريخ و كتابة أسمه في هذا التاريخ كرجل لا يُنسى .
وقد كان الملك فيصل على رأس القوات السعودية من أجل تهدأت الوضع في منطقة عسير ، حيث كانت الدولة السعودية الثالثة في مرحلة التأسيس للحكم توجه فيصل بالقوات من الحجاز عام 1925 وهو لم يبلغ العشرين العمر وقد استطاع تحقيق النصر وتمت السيطرة على تلك المنطقة ، وعند بلوغه سن العشرين عُين نائباً لوالده رغم أنه ليس أكبر أبنائه .
وقد ظهرت أو مواقفه البطولية الداعية الى الوحدة العربية في أثناء توليه وزارة الخارجية حيث قدم طلب الى والده الملك عبد العزيز طلب فيه قطع العلاقات مع الولايات الأمريكية ؛ جاء ذلك بعد قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين الى دولتين "عربية _يهودية "ولكن والده الملك عبد العزيز لم يقبل طلبه ، كما كان يؤيد دخول بلاده الحرب ضد إسرائيل ، وكان السبب أيضاً في قطع العلاقات مع إيران بعد أعتراف الأخيرة بدولة إسرائيل .
فيصل ولياً للعهد .
بعد وفاة والده الملك عبد العزيز عام 1953 , وتسلم أبنه سعود مقاليد الحكم حيث أصبح أول ولي للعهد من أبناء عبد العزيز ، شغل الملك فيصل مناصب قيادية عدة خلال فترة توليه ولاية العهد حيث شغل مناصب "وزارة الخارجية ونائب لمجلس الوزراء ووزير للداخلية ، وبدأ بعدة رحلات حول دول العالم من أجل توطيد العلاقات مع المملكة حتى جاء عام 1957 العام الذي شهد هزة إقتصادية داخل المملكة فتولى وزارة المالية في سبيل تخفيف آثار الأزمة على المملكة العربية وفي ذلك الوقت كان نجم الزعيم المصري "جمال عبد الناصر" قد بدأ بالسطوع وأصبح المهدد الأكبر للأنظمة الملكية كل هذا الأمور وتفاقم الأزمة الإقتصادية داخل المملكة تنشأ خلاف بين الملك وولي العهد فيصل وذلك مطلع ستينيات القرن الماضي على إثر هذه الأحداث سيعزل الملك ولي العهد فيصل من مناصبه في الحكومة السعودية قبل أن يعيدها له لاحقاً بعد أن باتت السعودية مهددة عقب دخول "جمال عبد الناصر "الى اليمن .
عانى الملك سعود في سنوات حكمه الأخيرة من العديد من الأمراض وساءت حالته بشدة ولم يستطع تولي أمور المملكة وبسبب ذلك تم استدعاء أكبر أبناء الملك الراحل عبد العزيز الى اجتماع للعلماء والأمراء وقد صدر قرار عنهم تنص على أن يبقى الملك سعود ملكاً ويتولى الأمير فيصل إدارة شؤون الدولة الداخلية والخارجية للمملكة ؛ وبعد صدور هذا القرار نشب خلاب بين الأمير فيصل وبين أبن أخيه الملك سعود بسبب اعتارض الملك سعود على ما جاء في البيان الذي صدر عن أهل الحل والعقد ومع استياء الأوضاع بين افراد الأسرة أتفق أهل الحل والعقد من أبناء الأسرة المالكة أن الحل الوحيد يكمن في خلع الملك سعود وتولية الأمير فيصل لحكم المملكة .
الملك فيصل ملك رسمياً للمملكة العربية السعودية .
في سنة 1964 وبعد اجتماع من علماء الدين والقضاة ، أعلن مفتي المملكة أنه تم خلع الملك سعود ومبايعة أخيه الأمير فيصل ملك للبلاد ، ليبدأ عهد الملك الجديد الملك الثالث للمملكة العربية السعودية و الحاكم السادس عشر من أسرة آل سعود والذي بدأ عهده بإصلاحات داخل الأسرة الحاكمة نفسها فقد قلل حجم نفقاتها وما يصرف لهم من أموال وأصدر عدة قرارات إصلاحية وتنموية وكان أول ما قام الملك هو مراجعة إتفاقية "مناصة أرباح البترول مع شركة أرامكو" الأتفاقية التي وجدها غير عادلة فطلب تعديلها ؛ كما شهد بداية عهده انتقال الحكومة الى الدور في المشاركة بأتفاقيات استغلال منابع النفط وعدم منح أمتيازات أجنبية من أجل استثمار النفط ؛ فقد حصر ذلك للمؤسسات الوطنية فقط ،كما أمر أيضاً بتطوير القطاع الزراعي حيث في عهده أنتعشت تجارة "التمور" وأنشأ عدداً من السدود وقنوات الري كما أصاح شبكة المواصلات داخل البلاد وأعاد تأهيل طرق المواصلات مع الدول المجاورة
كما شهد عهد الملك فيصل تمسكه بالقضية الفلسطينية وقد تجلت قوة شخصيته في الكثير من المواقف الداعمة للعرب والقضية العربية .
ورغم الخلاف بينن وبين الرئيس جمال عبد الناصر إلا أن الملك فيصل سعى لترميم العلاقات مع الدول العربية وخصوصاً مصر فبعد هزيمة حرب 1967 تعهد بإرسال معونة مالية سنوية لمصر من أجل إعادة تأهيل الجيش تحسباً لمواجهة قادمة مع إسرائيل حتى ؛ كما عمل أيضاً على أنهاء الخلاف بين مصر والمملكة السعودية حول قضية اليمن .
وكان أكثر مواقفه جرأة هو أثناء حرب أكتوبر 1973 حيث قام بالعمل مع الكثير من الدول العربية لقطع البترول عن الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة ،حيث قال مخاطباً رئيس شركة التابلاين الأمريكية " إن أي نقطة بترول ستذهب إلى إسرائيل ، ستجعلني أقطع البترول عنكم "
أما على الصعيد العالمي وعلاقاته مع العالم الغربي على الخصوص حيث عمل على تقوية علاقات المملكة العربية السعودية مع فرنسا وذلك بعد تغير موقف الحكومة الفرنسا ووقوف الى جانب العرب ضد إسرائيل ، كما دعاه الرئيس الأمريكي الى زيارة الولايات الأمريكية المتحدة عام 1966 ؛ وقد قام اليهود في انشاء تظاهرات ضده لكرههم له .
أما عن العلاقات مع العالم السوفيتي فقد ععارض وجود أي تمثيل دبلوماسي أو سياسي مع الدول الشيوعية لأنه لم يكن يريد السماح بظهور أي مبدأ يعارض الشريعة الإسلامية داخل المملكة .
وفاة الملك فيصل .
في يوم الثلاثاء الموافق 25 مارس /آذار من عام 1975 قام الأمير فيصل بن مساعد ابن شقيق الملك فيصل بإطلاق النار عليه وذلك في مكتبه من خلال مسدس صغير أخفاه في ثيابه ليننصيب الملك بثلاثة رصاصات وتوفي الملك على إثرها .
ولم معرفة ماهو السبب الحقيقي الذي دفعه الى فعل هذا الأمر لكن الكثير من المحللين السياسين يعتقدون أنها تحريض من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بسبب سياسة مقاطعة تصدير البترول اليها نتيجة سياسة الملك فيصل التي ضغطت على الغرب ، وهناك من يزعم أيضاً أن أغتيال الملك فيصل كان بدافع الأنتقام لأخيه الأمير خالد بن مساعد الذي قتل في منزله في على يد قوات الأمن السعودية بعد هجومه مع أشخاص متشددين على مبنى التلفزيون السعودي بدعوة حرمانيته .
لاحقاً وبعد 80 يوماً من حادثة إغتيال الملك تم تنفيذ حكم الإعدام بقاتل الملك علناً وأمام العامة تم قطع رأسه بالسيف .
لكن الحقيقة وراء إقدامه على أغتيال عمه الملك لا تزال غامضة حتى الآن أما ماهو واضح فهو كلام وخطب الملك الراحل الذي مازال يتردد ختى الآن .
رحم الله الملك فيصل الذي قال يوم قطع البترول عن أمريكا :
{عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن ، وسنعود لهما }