أخر الاخبار

حنان الحروب ، السيدة الفلسطينة التي أصبحت أفضل معلمة في العالم

 حنان  الحروب  




مقدمة الكاتب .

" لقد فعلتها وفزت " هذه الكلمة التي قالتها المعلمة الفلسطينية حنان الحروب في حفل تتويجها كأفضل معلمة في العالم لسنة 2016  بمسابقة شارك فيها أكثر من 8000 معلم من 148دولة من دول العالم ، بينهم دول حققت قفزات قوية في التربية والتعليم مثل المملكة المتحدة والولايات الأمريكية المتحدة واليابان وفنلندا واسترالية والهند وذلك بعد ما فاز بدورة 2015 معلمة أمريكية .

فازت "حنان " بالجائزة التي تبلغ قيمتها مليون دولار أمريكي وتم تتويجها في حفل أقيم في الإمارات العربية المتحدة (دبي) بحضور رسمي ودولي وعربي وقد تابع حفل تتويج "حنان الحروب " مئات الفسطينين عبر شاشات كبيرة نصبتها وزارة التعلم الفلسطينية في مدينة (رام الله ) في الضفة الغربية في فلسطين .


حياة المعلمة حنان حروب .

ولد حنان الحروب في 6 مارس /آذار عام 1972 في مخيم " الدهيشة " من أسرة فقيرة لاجئة وتخرجت من مدرسة " الدهيشة " في الفرع العلمي ، كان حنان مبدعة ومتميزة حسب شهادة معليميها ، ثم تزوجت 
 دخلت جامعة " القدس المفتوحة " درست التربية الأبتدائية لتبدأ مشوارها في الحياة الجامعية ، التي كونت رؤيتها و حددت هدفها ثم بدأت بالتدريس كمعلمة في مدرسة "بنات سميحة خليل "في محافظة رام الله والبيرا ، كما عملت كمرشدة إجتماعية للطلاب .




بدأت حنان تجربة منهجها الجديد على أطفالها الذين عاشو صدمة قوية وعنيفة أثناء إطلاق قوات الإحتلال الإسرائيلي النار عليهم والدهم خلال عودتهم من المدرسة ؛ كانت حنان في ذلك الوقت لديها طفل في الأول الإبتدائي أما عن أبنتيهم التوئم فقد كانوا في الصف الثالث الإبتدائي فكانت الصدمة عنيفة عندما حاولت "حنان" علاج ما أصاب أطفالها من إنعزال تام عن الناس وقلة الثقة في النفس وتراجع مستواهم في التحصيل العلمي .

لم تيأس "حنان" أبداً فقد صنعت ألعاب خاصة بهم وجعلت من زاوية المنزل  مكاناً مخصصً لها  كانت هذه الأحداث في الإنتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 .

كما أكدت حنان خلال لقاء صحفي أنها حاولت تعميم  تجربتها رغم الصعوبات التي لاقتها في بداية الأمر حيث عارض الكثير من الأشخاص فكرة هذا المنهج الجديد لكنها لاحظة النتائج الإيجابية من خلال الألعاب التي ابتكرتها على أطفالها ؛ من خلال تحسين نفسية أطفالها ونقلهم لهذه الألعاب الى زملائهم من أطفال الحي نفسه إلى أن أصبح بيت " حنان حروب " علامة مميزة في الحي يأتي اليه الجيران لتقليد هذه الألعاب.

ونتجية للنجاحات التي حققتها انتشر منهجها في التدريس انتشاراً واسعاً  وبدأ زملاء لها ومعلمون ومستشارون يستفيدون من دورات تدريبية تنظهما لهم .
كان منهج "حنان الحروب " في التدريس تحت عنوان (نلعب ونتعلم ) المنهج الذي يتضمن ألعاب تعليمية وتربوية مع الصور لزيادة مستوى الفهم والإدراك لدى الأطفال ؛ لم يكن الكثير يغرب بتبني منهجها الجديد لكن بعد النجاح الذي حققته في التدريس وظهور نماذج من طلابٍ تم تغيير سلوكياتهم ؛ عندما ايقن المخالفون لفكرة المنهج الجديد أنه لا بد من تغيير منهجهم وتعديله حيث أنضموا الى الدورات التي كانت "حنان الحروب " تنظمها .

عملت "حنان الحروب " على إصددار منهج جديد في التعليم من أجل التخلي عن ثقافة العنف مع الطلاب ؛ والذي كان يتبنى فكرة أن (القوة كامنة في اللعب ) هذا المنهج الذي أخذ من عمرها زهاء سبع سنوات اعتمد كما قالت : على تغيير السلوك من خلال الألعاب التي من خلالها تبين  أليات الحوار وكيف سلوكياتهم والسلوكيات التي أدت الى الخسارة مباشرة يغير الطلاب من سلوكياتهم لأنهم يرون المشاركة والفوز والجوائز ؛ الجماعة نفسها هي المحرك فهي بنفسها تبدأ تدريجياً بمحاسبة الفرد على سلوكياته غير المرغوبة ليحل محلها سلوكيات إيجابية ؛ وذلك دون أن توجه أي كلمات توبيخ للطالب كما تتطمح "حنان " الى أن يكون الأطفال مندمجين في المستقبل عبر الرسم والحركة والتسائل والتفكير والشعور .




ونظراً للنجاح الذي حققته في التدريس وظهور نماذج من الطلاب تغيرت سلوكياتهم حصلت المعلمة الفسطينية مساندة كبيرة من زملائها الذين استفادوا من خبراتها عن طريق دورات تشرف عليها ؛ كما ترى أن المعلم ليس المصدر الوحيد للمعرفة فهو منظم و مرشدٌ ومخطط ويساهم في غرس القيم أثناء توظيف هذه المعرفة حسب تعبيرها .

بعد سنوات من العمل مع أطفال يعيشون ويعانون من ويلات الحرب بين القصف والحواجز  نجحت في تجربتها نجحت في تجربتها وقد تم ترشيحها لتكون أفضل معلمة في العالم .
قالت "حنان الحروب" في كلمة لها عقب إعلان النتائج : (من هنا أبعث برسالة الى معّلمي فلسطين أننا نعيش في ظروف إستثنائية في ظل الإحتلال ، نعيش العنف الذي يحاصرنا ويتسرب الى كافة الزواية التعليمية ومهمتنا غاية في التعقيد ، لحصن طلابنا من العنف )  وأضافت أيضاً ( نريد لأطفالنا العيش بحرية وسلام كباقي أطفال العالم ) وقد دعت الى أن يكون هذا العام هو عام المعلم في فلسطيني .

كما قالت أيضاً أن معلموا فلسطين يزرعون الأمل في نفوس الأطفال كما استذكرت كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (على هذه الأرض ما يستحق الحياة ) 

سرعان ما اشتهر أسم "حنان الحروب" على منصات التواصل وانتشر حتى وصل الآفاق ونحن بدورنا "فريق موقع معلومات " نأمل أن تلهم قصة "حنان حروب " أولائك الذي يتطلعون الى ممارسة مهنة التدريس في المستقبل ليكونوا بحق  مثلا أعلى لأطفالنا .


 جزاكم  الله  عنا  كل  خير .....

                                                                                                                       بقلم  بلا ل

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-